محمد الخراري
رونق
الرضيعة السودانية رونق عبدالرزاق علي ذات التسعة أشهر، واحدة من المستفيدين من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، هي لا تشعر قطعًا بحجم الألم الذي ينتظرها بسبب العيب الخلقي فيها منذ ولاتها (الشفة الأرنبية)، ولا المُعاناة التي ستُصادفها في مطلع طفولتها.. وحدها العائلة تعتصر ألمًا كلما نظرت إلى زهرة حياتهم الأولى، عيون الأب والأم تشي بتسليم مُطلق بقضاء الله وقدره، وذلك يتضح بتجلي من خلال ابتسامتهما وحيويتهما قبل وبعد العملية، اليقين يطل من شرفات الأمل بأن الله سُبحانه وتعالى سيتلطف بحال ابنتهما الرضيعة، وسُيسخر لهما من سيرفع هذا الألم عنهم، وبذلك تتشرع أبواب الحياة من جديد. بعد العملية؛ زُرت الطفلة رونق والسعادة تغمر والديها، يُلاعبانها ويلاطفانها والطفلة تبادلهما كل الحُب وكأنها تُدرك وتعي بأن هذا التغيير الجميل سيهبها سعادة فوق سعادتها. وبحنان والديها، رونق تتغزل الفرح الآن وهي بانتظار مواعيد مع المرح في مراتع الطفولة.