خالد العثمان
صِراع بين الجبال
في أقصى جنوب غرب جمهورية طاجيكستان، وعلى مسافة تزيد عن 1200كم إنطلاقًا من العاصمة الطاجكية دوشنبه مرورًا بعاصمة البامير (خوروق) نزولًا إلى إشكاشيم حيث طريق القوافل وطريق الحرير القديم، طريق جبلي ذو منحدرات خطرة جدًا وعلى مُقربة من جمهورية أفغانستان حيثُ لا يفصلنا عنها سوى النهر الفاصل بين الدولتين، سيرٌ شاق استمر ثلاثة أيام قاصدين فيها الحدود الجبلية بين كاراكول ومدينة أوش القيرغيزية، توقفنا وسط اللاشيء في صحراء قاحلة تدعى خارقوش، كان هُنالك منزل حجري مُتهالك وجدنا فيه أم تعيش بُصحبة طفلين يرعون الماشية في ظل هذه الأجواء شدية البرودة على إرتفاع يصل إلى 4600 متر فوق سطح البحر. منزل متواضع يبحث عن الدفئ قبل كل شيء، قدموا لنا حليب دافئ وزبادي طازج من ماشيتهم بالإضافة إلى الشاي ساخن، وقبل كل شيء كان الخُبز سيد المشهد كما هي عادة الضيافة في بُلدان آسيا الوسطى، كانت هذه ضيافة هذه الأسرة في منزل بارد لا يملؤه سوى دفئ قلوبهم، أسرة من شعوب البامير، يعيشون بين الجبال وفوق المرتفعات، يفضلون العيش معزولين بيت الجبال على الإنخراط في حياة المدينة.